شهدت سباقات الفورمولا 1، لا سيما سباق الجائزة الكبرى في قطر عام 2023، نقاشات واسعة حول فعالية نظام تبريد السائقين. ففي ذلك السباق، تسببت درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في وضع العديد من السائقين أمام تحديات صحية خطيرة، حيث اضطر بعضهم لمغادرة الحلبة بعد أن تدهورت حالتهم.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، احتاج عدد من السائقين إلى رعاية طبية بعد انتهاء السباق، حيث عانى الفرنسي إستيبان أوكون من نوبات قيء في خوذته. كما واجه سائق فريق وليامز، لوغان سارجينت، صعوبات كبيرة تمنعّه من الاستمرار في المنافسة.
تباينت آراء السائقين حول فعالية السترات المبردة التي تم استخدامها خلال السباق. حيث أشار بعضهم إلى شعورهم بعدم الراحة، بينما اعتبر آخرون أنها لم تكن فعالة بشكل خاص.
صرّح السائق كارلوس ساينز بأن الفرق بدأت في تحسين أداء نظام التبريد. وعبّر عن أمله في أن يعمل النظام بكفاءة لمدة ساعة كاملة في المستقبل، حيث إن السباقات تمتد إلى ساعتين. وأضاف أنه في حال تعطل النظام، فإنه لا يشعر بالقلق، حيث يستطيع مواصلة السباق كما اعتاد، لكن تحسين الأداء يبقى هدفًا.
وذكر ساينز أنه قد جرب النظام في سباق الجائزة الكبرى السعودي في وقت سابق من العام، حيث استمر مفعوله لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة.
من ناحيته، عبّر جورج راسل من فريق مرسيدس عن تجربته مع نظام التبريد في سباق البحرين، مؤكداً على أنه كان "ملحوظًا جدًا". حيث أضاف أنه في بداية السباق، كانت درجات الحرارة حول جسده تصل إلى 16 درجة مئوية، وهو ما يعد مريحًا للغاية مقارنةً بدرجات الحرارة التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية داخل مقصورة القيادة.
تأتي هذه النقاشات حول نظام تبريد السائقين كجزء من جهود تحسين الظروف داخل سيارات السباق، عوضاً عن مواجهة مخاطر صحية أثناء المنافسات. يتطلع السائقون والفرق إلى تطوير الأنظمة الحالية لضمان راحة أكبر وأداءً أفضل في سباقات المستقبل، مما يضمن سلامتهم ويسهم في رفع مستوى المنافسة.