طالب الاتحاد العراقي لكرة القدم بنقل مباراته المقبلة مع الأردن، والمقررة في يونيو المقبل ضمن تصفيات مونديال 2026، إلى ملعب محايد، أو أن تُجرى المباراة بدون جمهور. ويأتي هذا الطلب على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراة العراق وفلسطين في عمان.
في بيان رسمي أصدره الاتحاد العراقي، ذكر أنه قدّم طلبًا للاتحادين الدولي والآسيوي للتحقيق في ما حدث من إساءات وهتافات عنصرية وسياسية من الجماهير، والتي تضمنت تهديدات مباشرة للجمهور العراقي، وأيضاً الإشادة بشخصيات متهمة بجرائم إبادة جماعية. كما أشار الاتحاد إلى وقوع هتافات مشابهة خلال مباراة سابقة في الملعب نفسه بين منتخبي الأردن وفلسطين، مؤكداً على أن الألفاظ العدائية كانت بذيئة وتتضمن مضامين سياسية غير ملائمة.
مع انتهاء المباراة التي جمعت العراق بفلسطين، خسر العراق في وقت قاتل بنتيجة 1-2، بعد أن كان متقدماً حتى الدقيقة 88. حالياً، يحتل المنتخب العراقي المركز الثالث في المجموعة الثانية، بفارق 4 نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدرة ونقطة واحدة عن الأردن.
تم تحديد موعد مباراة الأردن والعراق ليكون في العاشر من يونيو، ضمن الجولة العاشرة الأخيرة من الدور الثالث، حيث سيتأهل بطل ووصيف كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
من جانبهم، عبر المسؤولون الأردنيون عن أسفهم لما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن فيديو يوحي بوجود هتافات مسيئة قد تؤدي إلى تأجيج الكراهية بين الشعبين الأردني والعراقي. وذكروا أنهم تحققوا من صحة الفيديو ووجدوه مفبركاً، معربين عن استيائهم من محاولات البعض لإشعال الفتنة بين الجماهير الرياضية. كما أهاب الاتحاد الأردني بالجمهور بعدم الانجرار وراء مثل هذه الممارسات.
استذكر الاتحاد الأردني جهود صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين في رفع الحظر عن الملاعب العراقية، حيث تمكن المنتخب الأردني من خوض أولى مبارياته الدولية في ملعب جذع النخلة بالبصرة عام 2017.
وفي اتصال هاتفي بين نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره العراقي فؤاد حسين، تم التأكيد على أن الفيديو المتداول بشأن مباراة فلسطين والعراق هو مزيف، وأن التحقيقات مستمرة للكشف عن المصدر الذي يقف وراء هذه الأكاذيب.
تجدر الإشارة إلى أن المباراة بين فلسطين والعراق أقيمت في عمان بناءً على طلب الاتحاد الفلسطيني، نظراً لتدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، مما جعل من الصعب إقامة المباراة هناك.
على الرغم من العلاقات الودية بين المسؤولين في العراق والأردن، إلا أن بعض العراقيين يلومون الأردنيين والفلسطينيين بسبب دعمهم للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي يعتبره الكثيرون شخصية محورية في القضايا العربية. وبالنظر إلى الفترة الطويلة من حكمه، يراه الكثير من العراقيين كرمز للقمع.