في كأس العالم 2022، كانت كوريا الجنوبية واحدة من أربع دول فقط، جنبا إلى جنب مع البرازيل والأرجنتين والمملكة العربية السعودية، التي لم تضم أي لاعب متجنس في صفوفها. ومن المتوقع أن تتغير هذه الصورة خلال كأس العالم 2026، حيث قامت البلاد بتجنيس لاعب جديد وُلد في أغسطس، مما يمثل سابقة في تاريخها. وهذه الخطوة تحمل أهمية كبيرة لا تقتصر على أرض الملعب فحسب، بل تمتد أيضاً إلى جوانب أخرى من تاريخ الرياضة في البلاد.
يستعد اللاعب جينس كاستروب للظهور الدولي الأول له مع الفريق الكوري الجنوبي ضد الولايات المتحدة في يوم السبت المقبل. يعتبر كاستروب، الذي قضى حياته في ألمانيا، أول لاعب من كوريا الجنوبية يتم اختياره من اللاعبين المولودين في الخارج، مستفيداً من القواعد التي وضعتها الهيئة الإدارية العالمية لكرة القدم، ما يفتح أفقاً للعديد من اللاعبين الذين يرغبون في تمثيل البلاد.
تعكس وجهات نظر الإعلام والجماهير تجاه كاستروب تفاؤلاً كبيراً. فقد عبر مؤلف ومترجم كوري عن ذلك قائلاً: "يتوقع الكثير من الناس في الإعلام الكوري أن يتم اختياره في المنتخب الوطني. التجنيس هو مستقبل العالم في مختلف المجالات".
أعرب كاستروب عن تقديره لجذوره وهويته بعد اختياره للانضمام إلى الفريق الوطني، موضحاً أن قرار الانضمام لا يتعلق بالشرف بل بمكان قلبه. كما أن والدته، التي انتقلت من كوريا إلى ألمانيا، حرصت على تعليمه أهمية هويته الثقافية.
تظل قضية التجنيد موضوعاً معقداً في كوريا الجنوبية، حيث يلتزم جميع الذكور بالخدمة العسكرية لمدة تتراوح بين 18 إلى 21 شهراً. يعاني اللاعبون من ضغوط اجتماعية بسبب الإجراءات المتعلقة بالخدمة، مما يجعل اختيار كاستروب أمراً مثيراً للجدل.
رغم عدم وضوح ما إذا كان كاستروب سيضطر لخدمة العسكرية، إلا أنه ما زال يواصل التواصل مع رابطة كرة القدم الكورية حول ذلك. وقد أشار مختصون إلى أن الخدمة العسكرية تصعب دخول الرياضيين إلى المسابقات، رغم أن هناك طرقاً للإعفاء مثل الفوز بميداليات في المنافسات الدولية.
إن سمعة كاستروب في المستطيل الأخضر يمكن أن تشجع المزيد من المواهب في المجتمع الكوري الجنوبي على الالتحاق بالفريق الوطني. نجاحه في هذا المجال قد يُعزز دعم الجماهير ووسائل الإعلام للفريق.
سيواجه كاستروب تحديات في التواصل مع زملائه في الفريق، لكنه يبذل جهوداً كبيرة لتعلم اللغة الكورية. مدرب الفريق أدرك التحديات ويأمل في دعم كاستروب لكي يتكيف سريعاً مع البيئة الجديدة.
من الواضح أن تجنيس اللاعبين الأجانب يمثل بداية جديدة لكرة القدم في كوريا الجنوبية. قد تُفتح هذه الخطوة أبواباً للموهوبين من الجيل القادم، مما يزيد من فرص التطوير ويعزز الهوية الكورية في مجالات الرياضة. إن نجاح كاستروب يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستقبل كرة القدم في البلاد.