وقعت شركة بايرن ميونيخ، بعد فترة توقف دامت عامين عن التعاون مع إحدى شركات الطيران، اتفاقية شراكة جديدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وتم الإعلان عن هذه الشراكة يوم الأربعاء، لتثير الكثير من ردود الفعل والنقاشات بين عشاق كرة القدم.
تتضمن الاتفاقية التي تم توقيعها بين بايرن ميونيخ والإمارات إعلانات في الملعب وتنشيط مشترك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرقمية. وعلى الرغم من أن الاتفاقية تتشابه في بعض الجوانب مع التعاون السابق للنادي مع رواندا، إلا أنها لا تشير إلى وجود أي أكاديمية كرة قدم في الإمارات.
تعتبر الإمارات جزءًا لا يتجزأ من عالم كرة القدم، حيث تمتلك مجموعة واسعة من الشراكات مع عدة أندية أوروبية كبيرة مثل آرسنال وريال مدريد. كما تُعتبر من الرعاة المهمين لكأس الاتحاد الإنجليزي، والتي تعد من أقدم المسابقات الوطنية في كرة القدم.
مايكل أوت، محامي ألماني، والذي كان نشطًا في الاحتجاجات ضد رعاية الخطوط الجوية القطرية، عبّر عن خيبة أمله من انتهاء العلاقة السابقة. وأشار إلى أن التاريخ قد يكرر نفسه الآن مع الإمارات، معربًا عن قلقه بشأن وضع حقوق الإنسان في الدولة.
تشير تقارير متعددة إلى أن الإمارات تواجه انتقادات بسبب "تجريم حقوق حرية التعبير والتجمع السلمي"، وهو ما يثير تساؤلات حول دلالات الشراكة الجديدة. كما أشار تقرير من منظمة حقوقية إلى استخدام السلطات لأساليب قمعية ضد المعارضين، مما يرفع مستوى المخاوف عن تأثير هذه الشراكة على صورة النادي.
تعتبر الصفقة مع الإمارات جيدة من الناحية المالية، إذ ستجلب للنادي نحو 5 ملايين يورو سنويًا، وهو ما يعكس استراتيجية بايرن في تأمين تمويل مستدام لمشروعاته الرياضية.
أكد نائب رئيس بايرن أن الشراكة الجديدة تعكس التزام النادي بتعزيز وجوده في الساحة الرياضية. واعتبر أن الإمارات هي شريك قوي ومؤثر في جعل بايرن يحقق أهدافه المالية والرياضية.
تأتي هذه الشراكة في وقت تتعرض فيه بايرن ميونيخ لانتقادات متزايدة بسبب اتفاقية الشراكة مع رواندا، حيث اعتبرت بعض الأصوات أن دعم مؤسسة تقترب من الأنظمة القمعية أمر غير أخلاقي.
دعوات من ناشطين في مجال حقوق الإنسان، مثل آنياس كانيمبا، شددت على ضرورة التمسك بالقيم الإنسانية في التعاملات التجارية والرياضية، مشيرين إلى ضرورة عدم ربط النادي بأطراف قد تضر بسمعته.
تستمر بايرن ميونيخ في استكشاف شراكات جديدة تلبي تطلعاتها المالية والرياضية، لكن عليها أن تواجه التحديات الأخلاقية المتعلقة بحقوق الإنسان التي تأتي مع التوجهات الجديدة. إن التأثيرات الاجتماعية والسياسية لهذه العلاقات ستبقى محور النقاش بين الجماهير والمراقبين في عالم كرة القدم.