يبرز اسم لاعب المنتخب الوطني لأصحاب الهمم، ثاني جمعة الشحي (21 عاماً)، كأحد الأبطال الذين سجلوا إنجازات لا تُنسى في تاريخ الرياضة الإماراتية. فقد حصل الشحي على ميداليتين عالميتين، حيث نال البرونزية في بطولة العالم للسباحة التي نظمت في الشارقة عام 2019، وتوج بالذهبية في بطولة العالم للشباب في تنس الطاولة للزوجي في تايلاند عام 2024 بالتعاون مع زميله مصطفى العراقي.
في حديثه، أوضح الشحي أن مصدر إلهامه هو جدته عبيدة الشحي، التي كانت مربية اشتغلت في مهنة التمريض، حيث تؤمن دائمًا بموهبته رغم التحديات التي واجهها نتيجة لإصابته بإعاقة بسبب خطأ طبي في طفولته. كما أكد أن دعم والدته أماني مسلط ورعاية نادي الثقة للمعاقين كان لهما دور حاسم في تحقيق طموحاته في أربعة رياضات مختلفة: البوتشيا، كرة السلة على الكراسي المتحركة، السباحة، وتنس الطاولة.
أعرب الشحي عن تأثير رؤية جدته الإيجابية في حياته، حيث نقلت له ثقتها بنفسه في أوقات الشدائد. وصرح بأنه لا ينظر للإعاقة بتشاؤم بل يعتبرها دافعًا لتحقيق الأهداف. ونتيجة لذلك، اختار دراسة علم النفس والاجتماع السيكولوجي في جامعة الشارقة، حيث يطمح إلى الحصول على درجة الدكتوراه في هذا المجال لدعم أصحاب الهمم في المستقبل.
عبر الشحي عن فخره بتلقيه ترشيح اللجنة البارالمبية الإماراتية لتمثيل الدولة في المؤتمر العالمي لأصحاب الهمم الذي أقيم في ألمانيا في يونيو الماضي. حيث ألقى كلمة تناولت رؤيته لدعم هذه الفئة، بما في ذلك تطوير الرياضات الخاصة بهم وتعزيز الاستدامة النفسية والاجتماعية.
كما أعلن الشحي عن تطلعاته للمشاركة في الألعاب البارالمبية التي ستقام في لوس أنجلوس عام 2028، مؤكداً رغبته في تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات الإمارات في هذا المجال. ويأمل الشحي في دعم أصحاب الهمم على المستوى العالمي، بالإضافة إلى تطوير مهاراته في المجال الإداري لمواكبة التطورات في الرياضة.
أشاد الشحي بشكل خاص بنادي الثقة للمعاقين، الذي يترأسه الدكتور خالد عمر المدفع، معبرًا عن تقديره للدور الكبير الذي لعبه النادي في تعزيز ثقته بنفسه ومساعدته في تحقيق طموحاته. وأشار إلى أن بطل العالم والبارالمبي محمد القايد الحمادي هو قدوته في عالم الرياضة.
اختتم الشحي حديثه برسالة للشباب، أكد فيها أهمية الاستماع لنصائح من هم أكبر سنًا والاستفادة من خبراتهم، كما فعل هو مع جدته وأسرتها.
في الختام، يعد ثاني جمعة الشحي نموذجًا ملهمًا للشباب، حيث يجسد روح التحدي والقوة في مواجهة الصعوبات. إن إنجازاته تبرز العمل الجاد والتفاني، مما يعكس النجاح الذي يمكن تحقيقه عند الاعتماد على الدعم الأسري والإرادة القوية.