احتفظت صورة الطيور المتبقية في الوسط، جالسة على الأغطية وحولها جمهور الكريكيت بتقدير لطبيعتها الرائعة، بذكريات عن أحداث مثيرة ومواقف فريدة. إن تأثير بيرد في عالم الكريكيت لا يمكن إنكاره، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ هذه الرياضة.
في عام 1988، خلال مباراة إنجلترا مع جزر الهند الغربية في ملعب هايدنجلي، اضطر بيرد للتعامل مع موقف غريب عندما تسببت مياه تحت الملعب في توقف اللعبة. حاول جمهور يوركشاير إحباط إحباطهم، لكن بيرد قال لهم: "لا أستطيع فعل شيء إذا كان هناك أنبوب انفجار. المياه قادمة. هذا ليس خطأي".
مرة أخرى، في عام 1995، تفاجأ الجمهور عندما قاد بيرد اللاعبين من الملعب في أولد ترافورد بسبب انعكاس الضوء الساطع الذي تسبب في إلهاء اللاعبين. قال بيرد للجماهير: "هناك شيء ساطع داخل صندوقك"، مما أثار ردود فعل متباينة من الحضور.
رغم المواقف الطريفة والفوضوية، لم يؤثر ذلك على الاحترام الذي كان يتمتع به بيرد كحكم. بل على العكس، زادت هذه المواقف من سمعته في عالم الكريكيت. لقد تم اختياره كحكم لنهائيات كأس العالم الثلاثة الأولى التي أُقيمت في إنجلترا، وحقق شهرة كبيرة في نهائي الكأس عام 1975.
خلال نهائي عام 1975، بعد فوز جزر الهند الغربية على أستراليا، جرفت الجماهير الملعب وسرقت قبعة بيرد الشهيرة. وفي تصريحات له لاحقًا، روى بيرد قصته الغريبة عن لقائه بموصل حافلة في لندن كان يرتدي غطاءً أبيض يذكره بقبعته.
كان بيرد محبوبًا من قبل اللاعبين، حتى الذين كانوا يزعمون أنه متردد في إعطاء قرارات LBW. وقد أصبح موضوعًا للتنكيت والمرح داخل عالم الكريكيت. ذات مرة، قام آلان لامب بالاقتراب من بيرد مدعيًا أنه نسي هاتفه المحمول في غرفة الملابس، مما أدى إلى موقف فكاهي.
أنهى بيرد مسيرته كحكم دولي في عام 1996 بعد أن أدار 66 مباراة اختبارية، وهو رقم قياسي عالمي في ذلك الوقت. وقد حصل على تقدير كبير من لاعبي إنجلترا والهند عندما غادر الملعب في آخر مباراة له. وبدموع في عينيه، أعلن قراره الشهير ضد كابتن إنجلترا.
حتى بعد اعتزاله، ظل بيرد شخصية مؤثرة في مجال الكريكيت وأصدر كتبًا حققت مبيعات عالية، بالإضافة إلى كونه متحدثًا شهيرًا في الفعاليات. كما حصل على ميدالية MBE في عام 1986 وتبعها بتكريم OBE في عام 2012.
في مقابلة له، ذكر بيرد أنه التقى بالملكة إليزابيث الثانية في 29 مناسبة، مما يعكس عمق علاقته مع الرياضة وتقدير المجتمع له. وكان معروفًا دائمًا بالقلق من التأخر، إذ وصل ذات مرة مبكرًا إلى قصر باكنغهام لتناول طعام الغداء في الساعة 1 بعد الظهر.
تم تخليد بيرد بتمثال في بارنسلي في عام 2009، على الرغم من أنه تم رفعه نتيجة لتصرفات غير مؤدبة من المارة. ومع ذلك، يحمل الإرث الذي تركه ذكريات جلية لعالم الكريكيت.
على الرغم من مسيرته الطويلة، لم يتزوج بيرد قط، مبرراً ذلك بشغفه الكبير باللعبة، وأعرب عن أسفه حول عدم وجود عائلة لكنه أشار إلى أن حياته كانت مكرسة بالكامل للكريكيت.
احتل ديكي بيرد مكانة خاصة في قلب محبي الكريكيت، تاركين وراءه إرثًا غنيًا من الذكريات والمواقف التي ستظل محفورة في التاريخ. إن اسمه سيظل يتردد كأحد أبرز المعالم في عالم الرياضة البريطانية، مستمرًا في التأثير على الأجيال القادمة.