يبدو أن آمال سائق الفورمولا 1 لاندو نوريس في تحقيق الفوز في السباق قد تلاشت بعد محاولة تمرير زميله في الفريق أوسكار بياستري إلى الزاوية الأولى. إلا أن المعركة داخل المسار أجبرته على اتخاذ خط داخلي ضيق، مما منح الفرصة لكل من جورج راسل وفيرناندو ألونسو لتجاوزه. في وقت لاحق، واجه نوريس صعوبة كبيرة في السيطرة على سيارته، لكن تمكن من استعادة بعض المواقع بعد اجتيازه لألونسو.
بينما كان نوريس يحاول تحسين موقعه، كان بياستري قد صعد إلى المرتبة الثانية، حيث بدأ في منافسة شارل لكليرك الذي احتفظ بالصدارة خارج الخط. واصل راسل التقدم في المركز الثالث، حيث واجه نوريس صعوبات في التغلب على أستون مارتن لألونسو. بدا لكليرك في موضع السيطرة، إذ كان يتقدم بفارق 2.5 ثانية عن بياستري، الذي كان يسعى جاهدًا للضغط عليه.
في خطوة استراتيجية، قرر فريق مكارم توسيع فترة توقفاتهم في المنافسة. كان الهدف هو "تقويض" أداء فيراري، لكن لكليرك سرعان ما استجاب لتلك المحاولة، واحتفظ بموقعه بشكل مريح. في هذه الأثناء، اتخذ نوريس قرارًا بمد خطته المقترحة لإطار الإطارات، والتي كان من المقرر أن تستمر حتى توقيفه الوحيدة.
عند الحديث عن استراتيجيته، قال نوريس: "لم أكن أعتقد أن هذا سيؤدي إلى الفوز. كنت متأكدًا أننا قد نصل إلى المركز الثاني، لكنني كنت أعلم أنني إذا حصلت على بعض الهواء النظيف، ربما سأتمكن من المنافسة." مدّد نوريس عمله إلى اللفة 31، مما جعله يمتلك 39 لفة على مجموعة الإطارات الصلبة.
في هذه الأثناء، كان لكليرك يواصل السباق كالمعتاد، لكنه كان محاطًا بسيارتي مكارم. تفاوض بياستري مع مهندسه، معربًا عن تفضيله لتحسين استراتيجيته لتعزيز فرصه في تجاوز نوريس، في حين أنه أعرب عن عدم اهتمامه بمنافسة فيراري. قرر لكليرك الذهاب لتوقفه الثاني عند اللفة 40، بينما انتظر بياستري خمس لفات أخرى للحصول على أفضل موقع.
بعد العودة إلى المضمار، تمكن بياستري من تجاوز لكليرك ليحتل المركز الثاني في اللفة 51، مع وجود 19 لفة متبقية، وبدأ في تقليص الفجوة التي كانت تبلغ تسع ثوانٍ مع نوريس. حذر نوريس من أن عليه الحفاظ على إطاراته رغم وجود بياستري في نطاق يمكنه من استخدام مزايا DRS.
عبّر نوريس عن الإرهاق بقوله: "لقد كان الأمر صعبًا. لم نكن نخطط للتوقف مرة واحدة في البداية، لكن بعد اللفة الأولى، كان الخيار الوحيد هو العودة للسيطرة على الأمور." في النهاية، قال نوريس إنه تمكن من تحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها مع هذه التجربة المليئة بالتحديات.
بدوره، قال بياستري: "لقد بذلت قصارى جهدي. بعد رؤية لاندو يقوم بالتوقف الوحيد، عرفت أنه يجب علي تجاوز الخصوم على المسار، ولكن ذلك ليس بالأمر السهل هنا. اليوم كنا على الجانب الخطأ منه." وتساءل حول ما إذا كانت محاولة تقويض لكليرك كانت الخيار الصحيح في النهاية، مدركًا أن هناك دائمًا مجال للتحسين.
ساهمت هذه السباقات في رفع الإثارة بين السائقين، وكان هرج ومرج المنافسات بين نوريس وبياستري بمثابة اختبار حقيقي للمهارات والإستراتيجيات. بينما حافظ لكليرك على مركزه كمتصدر، يتطلب الوضع الحالي من الفريق مراجعة استراتيجياتهم لتحقيق الانتصار في المنافسات القادمة.
