في الفترة الأخيرة، عانت سيلتيك من عدم القدرة على تعزيز الفريق، مما أثر سلبًا على أداء النادي وأعاد تسليط الضوء على القضايا الداخلية. تصدرت هذه المشاكل الأنباء، مع التركيز بشكل خاص على دور المساهم الرئيسي في النادي، ديرموت ديسموند، الذي يأتي من أيرلندا ويُعتبر شخصية قوية داخل سيلتيك.
هل من المجدي أن ينتظر المشجعون ظهور ديرموت ديسموند من حين لآخر لتوضيح الرؤية الطموحة للنادي؟ وفي ظل هذا الصمت، قد يتغاضى الجمهور عن الحاجة الملحة لتغيرات عميقة، وقد يكون من المفيد أن يُدلي الرئيس التنفيذي، مايكل نيكولسون، برأيه حول موقف النادي الحالي.
مرت سيلتيك بمرحلة انتقالية كانت قصيرة ولكن مأساوية، إذ انتقل النادي من التفاؤل بعد مباراة بايرن ميونيخ إلى الإذلال أمام كايرات الماتي. هذا التطور يستحضر التساؤلات حول كيفية إدارة النادي وأدائه على الصعيد الأوروبي.
تمثل الفجوات في أداء الفريق مشكلة واضحة منذ فترة طويلة، إذ كانت الحاجة إلى طاقة جديدة ماسة. فرغم تأهل سيلتيك إلى جولة مباريات دوري أبطال أوروبا، فإن الأداء العام بدا أضعف بشكل ملحوظ مقارنة بالموسم السابق.
فشل سيلتيك في مباراتهم الأخيرة يعكس أيضًا مسؤولية المدرب بريندان رودجرز، الذي يبدو أنه يعاني من ضغط لتحقيق النتائج في البطولات المحلية. حيث يُصبح من الواضح أن الفريق قد استغل قليلًا من موارده المالية لدحض الفرق الأضعف، ولكن عندما يتعلق الأمر بالبطولات الكبرى، فالنتائج تتحدث عن نفسها.
عندما يحقق الفريق انتصارات كبيرة على منافسيه المحليين، قد يشعر المشجعون بأن هذه هي الأولوية القصوى. ولكن التساؤل يظل: ماذا عن التقدم في المنافسات الأوروبية؟ هل يمكن أن يُعتبر الفوز في الدوري المحلي كافياً بالنظر إلى طموحات الجماهير الأوسع؟
تحتاج سيلتيك إلى إعادة تعريف طموحاتها، بعيدا عن التفكير الضيق الذي يركز على البقاء في مرتبة أعلى من منافس محلي واحد. فالرغبة في المنافسة على مستوى أوروبا تتطلب التزامات أكبر وخططاً طموحة لتحقيق النجاح المستدام.
بينما يسعى المدرب رودجرز إلى رفع مستوى الفريق، يتعين عليه أيضاً أن يعبر عن رؤاه بوضوح أكثر فيما يتعلق بالتحسينات المطلوبة. على الرغم من بعض الجهود، مثل صفقة شراء اللاعب آدم إنجلز، إلا أن العديد من الصفات الثابتة تشير إلى أن اللاعبين الجدد لم يحصلوا على الفرص اللازمة لتحقيق أداء متميز.
في الختام، يتضح أن سيلتيك بحاجة ماسة إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها وطموحاتها المستقبلية. التحديات الحالية تُظهر ضرورة التحرك السريع نحو تقرير المصير الملائم لطموحات النادي، والذي يهدف بالأساس إلى استعادة مكانته الأفضل على الساحة الأوروبية. إن الإخفاقات لا تكمن فقط في الأداء، بل في عدم القدرة على استحقاق الطموحات التي طالما كانت جزءًا من هوية سيلتيك.