انتقل دوري أبطال أوروبا للنساء إلى مرحلة جديدة مع انطلاق مبارياته في 7 أكتوبر، لكنه سيبدأ بدون وجود أغلى لاعبة في عالم كرة القدم. حيث انتقلت اللاعبة الفرنسية، جريس جيورو، إلى أسد مدينة لندن في صفقة بلغت قيمتها حوالي 1.6 مليون يورو. هذا الانتقال هو الخامس الذي يحطم الرقم القياسي منذ بداية عام 2025، مع انتقال لاعبات إلى الدوري الوطني لكرة القدم النسائية في الولايات المتحدة أو الدوري الإنجليزي.
تحدثت شخصية في كرة القدم النسائية عن هذا التحول، مشيرةً إلى أنه يعتبر علامة إيجابية للغاية للمستقبل. فقد وُجدت رسوم النقل المرتفعة بشكل نادر في الماضي، مقارنةً بالرجال. لكن هذا الوضع يتغير الآن، مع ظهور لاعبات ينتقلن بمبالغ أكبر.
نجاح البطولات الدولية النسائية والزيادة في التغطية الإعلامية أدت إلى رفع مكانة اللعبة على المستوى العالمي. تشير التقارير إلى أنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن تصبح كرة القدم النسائية واحدة من أفضل خمس رياضات حول العالم، مع تأمين مشاهدات تتجاوز 800 مليون شخص.
تتزايد المخاوف بشأن الفجوة في الإمكانيات المالية بين الأندية الكبرى وغيرها. ففي غياب الدعم المالي الكبير الذي تتلقاه الأندية في إنجلترا والولايات المتحدة، قد يجد البعض صعوبة في التنافس. لا يزال دوري أبطال أوروبا يمثل تحديًا للأندية من خارج إنجلترا أو فرنسا أو ألمانيا، حيث غالبًا ما تتكرر عناوين الأندية الكبرى.
تتزايد التحديات التي تواجه الدوري الألماني، حيث يتمتع السوق الألماني بفرص جيدة لكنه لا يستطيع المنافسة مع إنجلترا والولايات المتحدة من حيث الاستثمارات المالية. تمثل معدلات النقل في الدوري الألماني عائقاً، حيث بلغ أعلى رسوم نقل فيه حوالي 450,000 يورو، بينما تجاوزت القيمة الجديدة للاعبات في بقية الدوريات العالمية عتبات جديدة.
تظهر الدراسات أن المشجعين يميلون إلى متابعة اللاعبين بشكل أكبر من اهتمامهم بالأندية. يتضح هذا من خلال بيانات المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبرز الأرقام الفجوة الكبيرة بين اللاعبين في المنافسات لأهم الدوريات. هذا يُبرز دور اللاعبين في جذب الجماهير.
يمثل الانتقال إلى رسوم النقل العالية وسيلة لتحفيز الجماهير وزيادة الدخل. ومع كل هذه التغيرات المرتبطة بنمو كرة القدم النسائية، يبقى هناك قلق حقيقي من أن الأندية والدوريات الأخرى قد تواجه انقطاعًا عن قمة المنافسة.
في ختام هذا التقرير، يمكن القول إن كرة القدم النسائية تمر بفترة من نمو غير مسبوق، لكن يتطلب الأمر أيضًا توجهًا لضمان عدم تضاؤل فرص الأندية الأصغر حجمًا. إن مواصلة بناء نظام إيكولوجي متوازن يمثل التحدي الأكبر في تحقيق مستقبل مستدام لهذه الرياضة.