لقد تمكّنت إنجلترا من المحافظة على أداء استثنائي في تصفيات كأس العالم على مدار الثلاثين عامًا الماضية، حيث لم تخسر سوى أربع مباريات. كما أن الفريق لم يهزم في هذه التصفيات منذ عام 2009. وللمقارنة، فإن أسبانيا وألمانيا هما الدولتان الأوروبيتان اللتان تتابعان إنجلترا، حيث فقدت أسبانيا مباراة واحدة وألمانيا ثلاث مباريات فقط خلال نفس الفترة الزمنية.
منذ بدء التصفيات لبطولة يورو 2004، لعبت إنجلترا 108 مباريات في التصفيات، حيث حققت 84 انتصارًا وتعرضت للهزيمة في ست مباريات فقط. وسجل الفريق 292 هدفًا بينما استقبلت شباكه 51 هدفًا فقط، مما يعكس نسبة نقاط لكل مباراة تصل إلى 2.5. وهذه النسبة تعني أنه في حالة لعبهم لموسم الدوري الممتاز من 38 مباراة، كان من الممكن أن يحصلوا على 95 نقطة، وهو ما يكفي لمنافسة اللقب في جميع المواسم تقريبًا ما عدا ثلاثة مواسم فقط.
على الرغم من هذه الأرقام المبهرة، فإن التصفيات بشكل عام لا تقدم الإثارة المطلوبة، وغالبًا ما تكون وسيلة لتحقيق هدف أكبر. فيما يتعلق بإنجلترا، فإن الطموح الأساسي يتمثل في الفوز بكأس العالم، وهو الحلم الذي لم يتحقق منذ عام 1966. وعلى الرغم من النجاح المستمر في التصفيات، إلا أن الفرق المتعاقبة قد واجهت صعوبة في تحقيق الإنجازات الكبرى.
تضم التصفيات العديد من اللحظات التاريخية التي لا تنسى، مثل ركلة الجزاء القاتلة التي سجلها ديفيد بيكهام ضد اليونان في أكتوبر 2001، والتي أعطت إنجلترا تعادلًا 2-2 وأهلتها لكأس العالم في اليابان. كما يُذكر الأداء الرائع لوين روني، الذي كان لاعبًا في السابعة عشر من عمره، حيث ساهم في فوز إنجلترا على تركيا 2-0 في تصفيات يورو 2004.
لكن هناك أيضًا إخفاقات مروعة، مثل الهزيمة أمام كرواتيا في ويمبلي عام 2007، حيث كانت إنجلترا بحاجة فقط إلى التعادل للتأهل ليورو 2008. في ذلك الوقت، قرر ستيف مكلارين ترك حارس المرمى الشهير بول روبنسون ليدخل عليه سكوت كارسون، مما أدى إلى تقديم هدية للمنافسين. وقد تحوّل ذلك اللقاء إلى كابوس لمشجعي إنجلترا.
تُعتبر الظهور البارد لمكلارين تحت المظلة أثناء هطول الأمطار في ويمبلي إحدى اللحظات التي لا تنسى، حيث ازدادت جراحه من خلال وصفه بـ "Wally with the Brolly" في العناوين الرئيسية للصحف. تركت تلك اللحظة علامة لا تمحى في ذاكرة جمهور كرة القدم الإنجليزي.
في الختام، تظل إنجلترا واحدة من أقوى الفرق في تاريخ كرة القدم من حيث أدائها في التصفيات. ومع ذلك، فإن تحقيق الألقاب الكبرى يظل الهدف الأسمى. تذكرنا هذه اللحظات الصعود والهبوط بالتحديات التي تواجه الفريق وتحفز الجماهير على التطلع إلى مستقبل مشرق في البطولات القادمة. إن إنجلترا، على الرغم من الإخفاقات، لا تزال تسعى نحو المجد في عالم كرة القدم.