نفى كارلو أنشيلوتي، مدرب فريق ريال مدريد، خلال افتتاح محاكمته في محكمة العدل العليا في مدريد، يوم الأربعاء، ارتكاب الاحتيال الضريبي عن عمد.
يواجه الإيطالي البالغ من العمر 65 عامًا اتهامات بعدم الإبلاغ عن أكثر من مليون يورو (1.1 مليون دولار) من الأرباح المستمدة من حقوق الصورة ومصادر أخرى خلال الفترة من 2014 إلى 2015، خلال فترة تدريبه الأولى في النادي.
طلب المدعون العامون حكمًا بالسجن لمدة أربع سنوات وتسعة أشهر، مدعين أن أنشيلوتي أبلغ فقط عن راتبه من ريال مدريد، متجاهلًا دخلًا كبيرًا من الرعاية وحقوق الصورة.
كما زعموا أنه أنشأ شبكة "معقدة" من الشركات الوهمية لإخفاء هذا الدخل.
شهد أنشيلوتي، الذي حضر المحكمة برفقة زوجته ماريان بارينا وابنه دافيد، مساعد مدير النادي، أن نظام الدفع الذي استخدمه تم اقتراحه من قبل النادي.
وأكد أنه لم يكن على دراية بأي مخالفات، قائلاً: "عندما يقترح النادي ذلك، قمت بربطهم بمستشاري. لم أعتقد أن هناك شيئًا غير صحيح."
شدد أنشيلوتي أنه لم يخطط لعملية احتيال، مشيرًا إلى أن "جميع اللاعبين يفعلون ذلك"، وأن المدرب السابق خوسيه مورينيو أيضًا يطبق نظامًا مشابهًا.
قد يتم التوصل إلى حل للمحاكمة، التي من المتوقع أن تستمر لمدة يومين، من خلال تسوية خارج المحكمة، علمًا أن القضايا السابقة المتعلقة بكرة القدم أسفرت عن أحكام مع وقف التنفيذ.
تندرج قضية أنشيلوتي ضمن جهود إسبانيا المكثفة لمكافحة التهرب الضريبي، ولا سيما تجاه استهداف الشخصيات الرياضية البارزة.
في عام 2019، تعرض خوسيه مورينيو لعقوبة مع وقف التنفيذ لمدة عام بسبب التهرب الضريبي. كما أدين نجما كرة القدم العالميان ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو، لكنهما تجنبا السجن بفضل وضع الجاني لأول مرة.
تخطت الحملة أيضًا إلى مجالات أخرى، حيث وافقت المغنية الكولومبية شاكيرا على عقوبة معلقة لمدة ثلاث سنوات ودفع غرامة قدرها 7.3 مليون يورو في عام 2023 بعد اتهامها بالتهرب من 14.5 مليون يورو من الضرائب، رغم نفيها ارتكاب أي مخالفات.
تعد مسيرة أنشيلوتي كمدرب متميزة، فقد حقق لقب كأس أوروبا مرتين مع ميلان، وهو بطل قياسي في دوري أبطال أوروبا (ثلاثة مع ريال مدريد واثنان مع ميلان). علاوة على ذلك، حاز على ألقاب الدوري في خمس دول بما في ذلك إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
بعد توليه مهمة ريال مدريد في عام 2013، قاد الفريق لتحقيق "لا ديشيمة"، اللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يغادر في عام 2015.
في وقت لاحق، تولى تدريب بايرن ميونيخ ونابولي وإيفرتون قبل أن يعود إلى مدريد في عام 2021.
عبر أنشيلوتي عن ثقته في النظام القضائي الإسباني، واصفًا قضيته بأنها "قصة قديمة"، معبرًا عن أمله في حل سريع. وأوضح: "إنه يزعجني أن يعتقدوا أنني ارتكبت احتيالًا، لكنني سأدلي بشهادتي وآمل في إقناعهم بعكس ذلك."
مع تقدم المحاكمة، تظل التكهنات قائمة حول إمكانية التوصل إلى تسوية وما إذا كان أنشيلوتي سيواجه السجن.
جدير بالذكر أن سلطات الضرائب الإسبانية صادرت بالفعل المبلغ المتنازع عليه مع الفوائد، مما يزيد من احتمالية الوصول إلى قرار خارج المحكمة.