أثار النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول وقائد منتخب مصر، جدلاً واسعاً بعد أن نشر تغريدة انتقد فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب عدم ذكر ملابسات وفاة اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد. جاء انتقاد صلاح في إطار تأبين العبيد الذي وافته المنية مؤخراً نتيجة غارة إسرائيلية على قطاع غزة، مما أثار تساؤلات حول موقف الهيئة الرياضية العالمية من مثل هذه الظروف الإنسانية.
عبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن تعازيه في وفاة سليمان العبيد، الذي يُعرف بـ"بيليه الفلسطيني"، ويعد من رموز كرة القدم في فلسطين. العبيد لم يكن مجرد لاعب، بل كان رمزاً للأمل والطموح للفلسطينيين. إلا أن البيان الذي أصدره يويفا لم يشر إلى التفاصيل المأساوية لوفاته، مما أثار استياء صلاح.
تلقى محمد صلاح دعماً كبيراً من مشجعي كرة القدم في المنطقة والعالم، الذين أيدوا رأيه ودعوا إلى ضرورة أخذ هذه الظروف بعين الاعتبار في البيانات الرسمية. عبر الكثيرون عن تساؤلاتهم حول كيفية تجاهل مثل هذه القضايا الإنسانية في ظل القيم التي يُفترض أن يمثلها عالم الرياضة.
تمثل الرياضة منصة حيوية لتعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في المجتمع، وبالنسبة لصلاح، فإن موقف يويفا يعكس تجاهلاً لمثل هذه القضايا. جاءت تغريدته كدعوة للتأمل والتفكير العميق في الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئات الرياضية في معالجة القضايا الإنسانية، حيث يُعتبر اللاعبون في طليعة هذه المعارك من أجل العدالة.
لم تصدر أي تصريحات واضحة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حتى الآن ردًا على انتقادات صلاح، لكن المراقبين يرون أن هذه الأزمة قد تضطر الهيئة الرياضية إلى مراجعة طريقة تعاملها مع المواقف الإنسانية مثل وفاة اللاعبين في ظروف استثنائية.
تفاعل الكثير من النشطاء والمحللين مع الحادثة، مشيرين إلى أن التعاطي مع القضايا السياسية يجب ألا يتعارض مع العمل الرياضي. يعتقد الكثيرون أن تأكيد الأهمية الإنسانية لا ينبغي أن يُغفل في أي إطار رياضي، وأن مثل هذه الحالات يجب أن تكون محط اهتمام أكبر.
في الختام، تبرهن واقعة انتقاد محمد صلاح للاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أهمية الوعي بالقضايا الإنسانية في عالم الرياضة. تعكس هذه الأحداث الحاجة إلى رفع مستوى الوعي وتعزيز العمل الإيجابي في معالجة القضايا الجادة التي تمس حياة الناس. كما يُظهر موقف صلاح أن الرياضيين ليسوا فقط لاعبين، بل هم أيضًا سفراء للقيم الإنسانية ومسؤولون عن رفع الصوت بشأن القضايا التي تحتاج إلى اهتمام أكبر.