شهدت العاصمة الكونغولية كينشاسا أمس الثلاثاء أحداث شغب غير مسبوقة بعد هزيمة منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية أمام نظيره السنغالي بنتيجة (3-2) في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. حيث أقدم مشجعون غاضبون على تحطيم مقاعد في ملعب الشهداء، وإلقائها داخل أرضية الملعب، مما أثار القلق في الأوساط الرياضية والاجتماعية في البلاد.
دخل منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية المباراة بأداء قوي، حيث حقق بداية مثيرة وسط حضور جماهيري هائل تجاوز 80 ألف مشجع. واستطاع اللاعب سيدريك باكامبو أن يسجل هدفين في الدقيقة 26، تلاه يوان ويسا في الدقيقة 33، مما أشعل آمال الجماهير في التأهل المباشر لكأس العالم.
ولم تدم الفرحة طويلاً لدى الجماهير الكونغولية، إذ تمكن منتخب السنغال من إحداث انقلاب دراماتيكي في مجريات المباراة. فجاء الهدف الأول للسنغال بواسطة اللاعب بابي غاي في الدقيقة 39، مما أعطى دفعة معنوية لينتفض الفريق ويعود بقوة.
مع اقتراب نهاية الشوط الأول، سجل لاعب آخر من السنغال هدف التعادل، ليعيد الفريق إلى أجواء المباراة. تأرجحت الأمور بين المنتخبين، وساهمت التحركات السريعة والفنية من كلا الطرفين في توفير إثارة كبيرة للمشجعين.
بعد انتهاء المباراة بخسارة منتخب الكونغو، تصاعدت وتيرة الأحداث. وقام المشجعون الغاضبون بإشعال النيران في عدة أجزاء من الملعب، كما تحطمت مقاعد الجمهور بشكل كامل. وقد تعددت التقارير حول وقوع عدد من الإصابات أثناء هذه الأحداث، مما جعل الشرطة تتدخل بسرعة لتهدئة الوضع.
أثارت هذه الأحداث المتكررة القلق لدى المتابعين حول ضرورة تحسين الظروف الرياضية والاجتماعية في البلاد. حيث دعا مسؤولو الرياضة إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة الجماهير وتفادي تكرار مثل هذه المشاهد المؤسفة.
يتوجب على الجهات المعنية في الكونغو العمل على تجهيز الملعب وتجهيز الخطط لتحسين تجربة المشجعين في المستقبل. ويلزم العمل على جذب الاستثمارات وبناء مرافق رياضية متطورة تضمن بيئة مناسبة للمباريات.
تعتبر أحداث الشغب التي شهدتها كينشاسا بمثابة ناقوس خطر يجب أن يدق في وجه منظمي الفعاليات الرياضية. كما أن المخاوف بشأن الأمن والسلامة يجب أن تكون أولوية قصوى، حيث أن الرياضة ينبغي أن تجمع الناس لا أن تفرقهم. في ظل التحديات التي تواجهها كرة القدم الكونغولية، يتطلب الأمر جهوداً مشتركة لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا لمشجعي الرياضة.