يُعد التنافس بين ناديي ساوثهامبتون وبورتسموث من أقدم وأشهر التنافسات في عالم كرة القدم، حيث تقابل الفريقان في 10 مناسبات منذ بداية القرن الحالي، ولم يلتقيا سوى مرة واحدة في كأس الاتحاد الإنجليزي طوال فترة التسعينيات.
في الثمانينيات، لم يكن هناك سوى ثلاثة لقاءات بين الناديين، بينما في السبعينيات، أقيمت أربع مباريات. وبالتالي، يكون قد تلاقت الفرق في 72 مباراة فقط على مدار 125 عامًا، مما يبرز ندرة اللقاءات بينهما.
صرح اندي فارمي، أحد المتخصصين في تاريخ كرة القدم، أن آخر دربي بين الفريقين أُقيم في عام 2019، ما يُعتبر فترة طويلة لعدم تجدد هذه الضغائن. وأوضح أن هناك تراكمًا للضغينة على مدى فترة زمنية طويلة، وأن الفرصة لظهور هذا الغليان لم تتح كثيراً، مما يزيد من حدة التنافس بين الفريقين.
يعتقد مؤرخ نادي ساوثهامبتون، دنكان هولي، أن السبب وراء التنافس الشديد بين الناديين يعود إلى كيفية انتهاء القديسين تقليديًا في هرم كرة القدم. حيث أشار إلى أنه في آخر 64 موسمًا، لم يتفوق القديسون على بورتسموث سوى في سبع مناسبات.
وأكد هولي أن النجاح النسبي لنادي ساوثهامبتون أثار ضغينة كبيرة بين مشجعي بورتسموث، إذ بحلول نهاية الستينيات، ظهرت عداءات شديدة من مشجعي بورتسموث تجاه ساوثهامبتون. لذلك، قرر مشجعو القديسين أن يردوا بالمثل، مما أدى إلى تفاقم حدة التنافس.
وأشار هولي إلى أن هناك دائمًا تنافس بين أي مدينتين مجاورتين، في البداية كان هذا التنافس وديًا، لكن هذا البعد الودي سرعان ما تلاشى ليصبح عبادة قوية، مما جعل هذا التنافس يصنف كواحد من أقوى الديربيات في العالم.
يعتبر التنافس بين ساوثهامبتون وبورتسموث مثالاً تاريخيًا على العداء الكروي الذي نشأ من عوامل عديدة مثل النجاح النسبي والعمق التاريخي. على الرغم من ندرة اللقاءات، إلا أن كل مباراة تحمل معها شحنة من التوتر والمشاعر، مما يجعلها نقطة محورية في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. في انتظار اللقاء المقبل، يبقى الشغف يتقد بين مشجعي الفريقين.