يؤكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم Gianni Infantino أن الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية لا تستطيع أن تلعب دورًا في حل القضايا الجيوسياسية، وذلك في وقت يتم فيه الضغط على السلطات الرياضية لفرض عقوبات على إسرائيل. يأتي هذا التصريح بعد أن اختتمت لجنة التحقيق الخاصة بالأمم المتحدة الشهر الماضي تقريريها الذي خلص إلى وجود أدلة على ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
لم يتم إدراج موضوع مشاركة إسرائيل في كرة القدم كأحد بنود جدول أعمال اجتماع مجلس FIFA الذي عُقد الخميس الماضي. ومع ذلك، تطرق إنفانتينو إلى هذا الموضوع في ملاحظاته الافتتاحية خلال الجلسة التي أقيمت في مقر الاتحاد في زيوريخ.
صرّح إنفانتينو، الذي يبلغ من العمر 55 عامًا، بأن FIFA ملتزمة "باستخدام قوة كرة القدم" كوسيلة لـ"جمع الناس في عالم منقسم". وأضاف: "أفكارنا مع أولئك الذين يعانون في العديد من الصراعات حول العالم اليوم، وأهم رسالة يمكن أن تنقلها كرة القدم حالياً هي رسالة السلام والوحدة".
استمر إنفانتينو في القول بأن "FIFA لا تستطيع حل المشكلات الجيوسياسية، ولكنها تستطيع تعزيز كرة القدم حول العالم من خلال تسخير القيم الموحدة والتعليمية والثقافية والإنسانية".
يُشارك الفريق الوطني الإسرائيلي حاليًا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم للرجال، المقررة الصيف المقبل، بالإضافة إلى مشاركة نادي ماكابي تل أبيب في دوري أوروبا.
قامت منظمة حقوق الإنسان بالضغط على FIFA، التي تنظم كأس العالم، وعلى UEFA، المسؤولة عن البطولات الأوروبية، لتعليق نشاط الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم.
من جانبه، دعا نائب رئيس FIFA، فيكتور مونتاجلياني، إلى أن يكون القرار بيد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حيث قال: "إسرائيل عضو في UEFA، وعليهم التعامل مع ذلك".
تقع إسرائيل حاليًا في المركز الثالث في مجموعة التصفيات المؤهلة لكأس العالم، بفارق ست نقاط عن القادة النروجيين.
يتأهل الفريق الأول من كل مجموعة تلقائيًا للبطولة، بينما يخوض الفريق الذي يحتل المركز الثاني مباريات فاصلة. يُستضاف كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
على صعيد متصل، تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمكافحة أي محاولات لمنع إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الرياضية.
أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بوجود أسباب معقولة للاعتراف بخمس من الأعمال التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية من قبل إسرائيل في غزة منذ بداية الحرب في العام 2023.
دعت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في وقت لاحق، FIFA وUEFA إلى تعليق مشاركة المنتخب الوطني الإسرائيلي في كرة القدم الدولية، مشيرةً إلى ضرورة رفض الرياضة التوجه القائم على "العمل كالمعتاد".
تنفي الحكومة الإسرائيلية باستمرار أن تصرفاتها في غزة تصل إلى حد الإبادة الجماعية، مدعيةً أن هذه الأعمال مبررة كوسيلة للدفاع عن النفس. ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي تقرير الأمم المتحدة بأنه "مشوه وكاذب".
تظل قضية مشاركة إسرائيل في البطولات الرياضية مصدر جدل عالمي، خاصةً بعد التقارير الاتهامية القاسية. في ظل استمرار الحرب والمعاناة، تتجه الأعين نحو FIFA وUEFA لاتخاذ قرارات تؤثر على الوضع الرياضي والسياسي بشكل كبير.