شهدت المباراة الأخيرة لنادي شاختار دونيتسك في ملعبه، الذي كان في السابق مسرحًا لمباريات دوري أبطال أوروبا الكبرى، مباراة فوز على ماريوبول في 2 مايو 2014، انتهت بنتيجة 3-1. وقد أصبح ماريوبول، النادي الذي لم يعد موجودًا، رمزًا للحالة المأساوية التي يعيشها الكثير من المدن الأوكرانية بعد تصعيد النزاع والغزو الروسي الشامل في عام 2022.
رغم التحديات الهائلة، لا تزال كرة القدم حية في أوكرانيا، حتى وإن كانت بعيدة عن الشرق في مدينة كريفوي ريه، التي تبعد نحو 40 ميلًا عن أقرب معاقل الجيش الروسي. تأتي المباريات في أجواء تتخللها تنبيهات الهجمات الجوية، حيث تلقت الفندق الذي تقيم فيه فرقة شاختار ضربة صاروخية في الموسم الماضي.
يتعرض النادي الشرقي مثل شاختار لضغوطات شديدة نتيجة اللعب في المنفى لأكثر من عشر سنوات. يستعد الفريق حاليًا لمواجهة نادي أبردين في المباراة الافتتاحية لدوري المؤتمرات هذا الخميس. لقد كانت جميع المباريات التي خاضوها خلال العقد الأخير مباريات خارجية، حيث يتم استضافة روابطهم الأوروبية في مدينة كراكوف البولندية، على بُعد أكثر من 600 ميل من الحدود الأوكرانية.
تمنح مغامرات شاختار في البطولات الأوروبية شعورًا بالهروب من الواقع الصعب في الوطن، وهو واقع يتخلله انطلاق بطولة كرة القدم الأوكرانية في ظل تصاعد الضغوط الناتجة عن النزاع في الخطوط الأمامية.
يعكس استمرار شاختار في المنافسة رغم النزوح قدرة النادي وشغفه. على الرغم من أنهم فقدوا اللقب في الموسم الماضي، إلا أن النادي تمكن من تحقيق البطولة الأوكرانية ست مرات منذ اضطراره لمغادرة أرض وطنه.
استمر الفائزون السابقون بكأس الاتحاد الأوروبي في إظهار قوة أدائهم في الساحة الأوروبية، حيث بلغوا بانتظام مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا ودوري أوروبا.
تحت قيادة المدرب الجديد، أرتا توران، وهو لاعب سابق في برشلونة وأتلتيكو مدريد، يتواجد شاختار الآن على بُعد نقطتين فقط من دينامو كييف، المدافع عن اللقب. ومع بداية صعبة للموسم، يُدرك النادي الأوكراني التحديات الصعبة التي تنتظره، بما في ذلك الخسارة الأخيرة أمام باناثينيكوس في التصفيات المؤهلة لدوري أوروبا.
لا تزال كرة القدم الأوكرانية تستمر في مواجهة التحديات، حيث يُظهر شاختار دونيتسك قوة وعزيمة المحاربين رغم الظروف الصعبة. ورغم كل المعوقات، يبقى الأمل في تألق الفريق في الساحات الأوروبية والمحلية، مما يعكس روح الأمل والمثابرة في قلب أوكرانيا.