شهد الدوري الألماني هذا الصيف فقدان عدد من المواهب البارزة. فقد انتقل اللاعب فلوريان ويرتز من باير ليفركوسن إلى نادي ليفربول، بينما اختار النجم توماس مولر إنهاء مسيرته في نادي فانكوفر وايتكابس. في ذات السياق، انتقل كينغسلي كومان، الذي كان له تأثير كبير في آخر فوز لبايرن ميونيخ بدوري أبطال أوروبا في عام 2020، إلى الدوري السعودي للمحترفين.
كل انتقال من هؤلاء اللاعبين يحمل دلالاته الخاصة. يتطلع ويرتز، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، للتقدم في مسيرته الاحترافية، بينما اختار مولر، البالغ من العمر 35 عامًا، الانتقال إلى فانكوفر، وهي مدينة مشهورة بجودتها الحياتية. من جهة أخرى، سيستفيد كومان من زيادة دخله السنوي، حيث سيتمكن من الحصول على نحو 20 مليون يورو صافي.
بغض النظر عن تفاصيل التحولات الفردية، تشير هذه الانتقالات الثلاثة إلى وجود مشكلة أعمق في الدوري الألماني. إذ انتقل لاعب واحد فقط بمستوى عالمي إلى ألمانيا هذا الصيف، وهو الكولومبي لويس دياز الذي انضم إلى بايرن ميونيخ من ليفربول.
بعد فشل بايرن ميونيخ في استقطاب لاعبين بارزين، أبرز المدير الرياضي ماكس إيبرل أنه لا يمكن القول بأن بايرن فقد جاذبيته. وأكد أن "بايرن يمكنه الحصول على أي لاعب يريده إذا كان مستعدًا لدفع السعر المناسب." ومع ذلك، أشار أوليفر خان، الرئيس السابق للنادي، إلى أن الدوري الألماني فقد مكانته في المنافسة الدولية وأن جاذبيته الوهمية كانت مشبوهة.
على مدار السنوات العشر الماضية، فازت أندية الدوري الألماني بلقبين دوليين رئيسيين فقط. والآن، تحتل البوندسليجا المرتبة الرابعة في تصنيف الدوريات الأوروبية، خلف الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني. يؤكد هذا التراجع على التحديات التي يواجهها الدوري وتجعل منه بحاجة ماسة إلى التطوير.
من الناحية المالية، أظهر الدوري الألماني زيادة في العائدات، حيث حقق إيرادات قياسية بلغت 4.8 مليار يورو. ومع ذلك، لا تزال هذه الأرقام خلف الدوري الإنجليزي الممتاز الذي حقق 7.4 مليار يورو. ولقد أصبح الدوري الإنجليزي هو الرائد في حقوق البث التلفزيوني، ما يخلق فجوة نمو مستمرة بينه وبين الدوري الألماني.
في السنوات السابقة، عُرف الدوري الألماني بأعلى أرقام الحضور في القارة الأوروبية. ومع ذلك، تراجع الحضور في الآونة الأخيرة، حيث انخفضت أرقام الحضور في الملاعب بشكل ملحوظ. يتطلب هذا الوضع استراتيجيات جديدة من الأندية لضمان إعادة جذب المشجعين.
تحذر الأصوات من داخل الوسط الرياضي، مثل ماتياس ساممر، من أن الدوري الألماني يجب أن يعيد تقييم نفسه. ويشير ساممر إلى ضرورة عدم محاولة تسويق جودة منخفضة على أنها عالمية، مبرزًا أهمية تحسين المستوى الفني والإداري.
تواجه البوندسليجا تحديات كبيرة مع خروج العديد من النجوم، مما يسلط الضوء على ضرورة العمل على إعادة هيكلة الدوري وتحسين جاذبيته. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن المزيد من المواهب قد تغادر، مما سيؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على مستوى المنافسة في الدوري.