إن البداية الحقيقية لعصر جديد في ريال مدريد جاءت مع هزيمة قاسية. حيث تعرض الفريق لهزيمة ساحقة في نصف نهائي كأس العالم للأندية، بتفوق باريس سانت جيرمان عليه برباعية نظيفة. مع هذه النتيجة، عاد الفريق إلى نقطة الصفر، في حين أكد المدير الفني، تشابي ألونسو، أن هذه المرحلة تمثل نهاية الموسم الماضي. وعليه، سيكون الحكم على الفريق مستندًا إلى سرعة تطوره وقدرته على التكيف مع أفكار المدرب الجديد.
منذ سبع سنوات، بدأ تشابي ألونسو مسيرته التدريبية في الفئات العمرية الناشئة. والآن، يتولى المسؤولية في ملعب سانتياغو بيرنابيو. لقد اكتسب المدرب الباسكي، الذي خدم تحت قيادة عدة مدربين بارزين مثل خافيير كليمنتي وبيب جوارديولا، وخوسيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي، الكثير من الخبرات من كل مدرسة فكرية، ما جعل مسيرته تتسم بالتنوع والنجاح.
صُممت خطة حياة ألونسو المهنية بعناية فائقة. إذا لم تنجح تجربته مع باير ليفركوزن، كان لديه خيارات للعودة إلى ريال سوسيداد أو الانتقال إلى بايرن ميونيخ أو ليفربول، والذي لا يزال يحلم به. الآن، يصل إلى برنابيو بفرصة العمر، ليقود أحد أهم أندية العالم نحو مستقبل أفضل.
يقول أولئك الذين عملوا معه إن حديث ألونسو له تأثير خاص: "عندما يتحدث، يتوجب عليك الاستماع. إنه يوضح لك اللعبة بطرق تجعلها أبسط وأوضح، كأنها تتباطأ". هذه الرؤية التدريبة قد تكون مفتاح نجاح الفريق في الفترات المقبلة.
يمكن أن تُعتبر كأس العالم للأندية بمثابة لمحة أولية عن أسلوب اللعب الجديد للفريق. حيث أثبت فوزه الاستعدادي الكبير على تيرول في النمسا بنتيجة 4-0 أن الفريق يسعى للعب كرة قدم أكثر تنظيمًا، متماشياً مع الاتجاهات الحديثة التي تتطلب تضحيات فردية من أجل مصلحة الجماعة.
تم تصميم أسلوب الضغط العالي ليس فقط للفوز بالكرة من الخصم، بل أيضًا لحماية اللاعبين مثل فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي من الاجهاد الدفاعي المستمر. ومع ذلك، تظل هناك تساؤلات كبيرة. بالنسبة لنادٍ طالما قدس المواهب الفردية، هل سيستطيع النجوم تقبل أن تأتي مصلحة الفريق أولاً؟ وإذا فشلوا في ذلك، هل يمتلك ألونسو الشجاعة للجلوس بهم على دكة البدلاء؟
في ضوء التحديات الحالية والإستراتيجيات الجديدة، يسعى ريال مدريد إلى استعادة بريقه ومكانته في عالم كرة القدم. تحت قيادة تشابي ألونسو، يتطلع الفريق إلى إعادة بناء ثقافته والتكيف مع متطلبات اللعبة الحديثة. تبقى فترة التحضير مهمة جداً، حيث سيتم قياس النتائج بشكل واضح خلال المباريات القادمة، وما إذا كان النجوم سيتقبلون فكرة الفريق أولاً.
في الختام، يمثل هذا الوقت فرصة تحول كبيرة في تاريخ ريال مدريد. مع وجود طموحات واضحة ورؤية جديدة، ستشكل مرحلة تشابي ألونسو بداية جديدة للفريق، إذ تأمل جماهير النادي في أن تثمر هذه التحولات عن نجاحات ونتائج إيجابية في المستقبل القريب.
